الثلاثاء، 5 يناير 2010

10أسباب منطقية لرفض العلمانية

أسباب منطقية لرفض العلمانية

10أسباب منطقية لرفض العلمانية

1. لان العلمانية تفرض وجود العقل فوق النقل بينما العقيدة الإسلامية تفرض العكس بناءا على اختبار التعارض _ وليس معنى هدا أن العقل لم يعد له عمل ولا دور مع وجود النص فالواقع أن العقل هو المخاطب بالنص وهو الذي يفهمه ويفسره وبخاصة الأكثرية العظمى من النصوص .وهده هي الحكمة من جعل من النصوص ما هو قطعي الدلالة وما هو ظني الدلالة دفعا للإجتهاد وتحكيم العقل _ الإسلام و العلمانية ص 23

2. لأن العلمانية لا تجيب على سؤال الخير والشر ولا تستطيع تحديده مما يترك المجال مفتوحا لتدخل أصحاب النفوذ والسلطان في تحديده حسب أهواءهم وتعديله تبعا لمصالحهم وفي دلك تهديد لحقوق المستضعفين وتهديد أيضا للسلم الاجتماعي ولاستقرار المعاملات , فالعقيدة باعتبارها القيم والمبادئ والمعايير العليا التي تحكم الفرد و الجماعة, مقوم ضروري يعكس الغايات الكبرى لأي تجمع بشري و لأن آثار هده العقيدة أوسع نطاقا وأعمق ثأتيرا في حياة الجماعة لا بد له أن يتضح خصوصا العقيدة السياسية منه حتى تتحقق الشفافية والوضوح بين الحاكم والمحكوم,فالعلمانية حينما تطالبنا نحن المسلمين بفصل العقيدة السياسية على الأقل على العقيدة الإسلامية فهي تقدم بدائل عن هده العقيدة , ويا ترى, ما البديل الذي تقدمه؟ لملأ الفراغ العقدي تقترح العلمانية فكرة الحرية ـ خارج إطار الدين طبعا ـ أو اللاعقيدة حتى لتضمن لنفسها مرونة المفهوم و شمولية التطبيق مما يعني ترك المجال مشرعا أمام قوى الظلم والظلام الحقيقي من جماعات الضغط ولولبيات المصالح و قوى الاستبداد لتصوغ سياسات تعكس طموحاتها لسيطرة على مراكز النفوذ والثروة وإن ألبستها بلبوس ديمقراطي مظهري كما يحصل لآن في أعرق العلمانيات الغربيةـ ففي الغرب أحزاب وانتخابات وحرية و أي حزب يصبح معه مال ينتصر...إنها قضية دعاية انتخابية لا أكثر ولا أقل...وهذا ما يفسر قوة تأثير إسرائيل في القرار الأمريكي وما يفسر أيضا السياسة المزدوجة للدول الغربية في التعاطي مع قضايا حقوق الإنسان في علاقاتها مع حلفاءها ومع خصومها إنه منطق المصالح المادية الصرفة.ما الذي يجعل الغرب يسكت عن أبشع المجازر التي ترتكبها إسرائيل في الشرق الأوسط بل ويبرر لها بل ويصوتون بالنقض لكل قرار دولي يدينها أليس منطق المصلحة المبتور من عمقه الديني الفوق بشري الّّذي يفرض على المصلحة أن تخضع للأخلاق لا العكس.

3. لأن العلمانية توجب ترتيبا مغايرا لمصادر التشريع, كما أجمع عليه علماء الأصول بعد استقراء النصوص الشرعية فبينما تقصر العلمانية حق التشريع وتعديله للشعب و المؤسسات المنبثقة عنه فإن الإسلام يقصر حق التشريع على الله سبحانه وتعالى ولا حق للإنسان إلا الإجتهاد في تفسير وتأويل التشريع الرباني المتسم بالعمومية والتجريد التي تجعله قابلا للتطبيق في كل زمان ومكان كما وأن له الحق في حالة المصالح المستجدة التي لم يجد لها حكما على أن يرعي في ذلك المقاصد العامة للشريعة وعن طريق مقايسة النصوص التي عالجت نفس الموضوع أو تلك التي استندت إلى علل مماثلة, من هنا يتبن الإقصاء الواضح للتشريع الرباني من سلم مصادر التشريع العلمانية أو على أقل تقدير جعلت سلطته أدنى من سلطة التشريع البشري وإدا علمنا أن هده النقطة تمثل جوهر العلمانية فإننا نعتقد أن العلمانية علمانية والإسلام إسلام ولن يلتقيا أبدا.

4. لأن العلمانية لا تعبر عن رأي الأغلبية في المجتمعات الإسلامية وفرضها كنظام يعتبر من قبيل الاستبداد والدكتاتورية وإن تلبس بلباس الحرية لان المجتمعات الإسلامية لا تريد التحرر من الأنظمة الديكتاتورية لتبقى تائهة عائمة في بحر اللذات والمتع الدنيوية التي لا تنتهي بل من أجل الدخول الترشح لوسام العبودية للخالق وكل حكومة لا تمثل طموح هده الجماهير ولا تعكس أمالهم وآلامهم ولا تضع في خطتها الإستراتجية تحقيق هدا الهدف فلا حق لها في التمثيل .

5. لان العلمانية تقوم على الفصل بين ـ الدين ـ الإسلام والسياسة وبالتبعية الاقتصاد والتعليم والإعلام واقتصار التدين على الشعائر الفردية

في الوقت الذي تعتبر فيه هده المواضيع المجال الحيوي لممارسة الاجتماع الإنساني و لتنزيل التصورات والقيم الحضارية و الفضاء المناسب لممارسة

مظاهر الهوية والثقافة الاجتماعية , ما لم يستوعبه العلمانيون للأسف هو أن الإسلام حطم المفهوم التقليدي للدين الذي يقتصر مجاله في أروقة المعابد والأديرة و أخرج العبادة من المغلق إلى المفتوح من السطحي إلى الجوهري من النظري إلى العملي ـ مع احتفاظ المعابد بدور التربية والتزكيةـ ليتحقق المعنى العميق و الواسع للعبادة وليختبر حقيقة العباد على أرض الواقع في أي موقع كانوا فيه بل إن عبودية الله لتتجلى أكثر فيما يهم الصالح العام حتى أن حقوق العباد مقدم على حقوق الله نفسه.

6. لأن العلمانية ليست بنظرية او منهج علمي أو تقنية إدارية تقدم حلولا لمشاكل سياسية أو اقتصادية بمعزل عن تصورات و عقائد الأمم ـ بدليل وجود العديد من الدول العلمانية في حالة من التخلف والاستبداد ـ و إنما هي عقيدة سياسية وإحدى أهم الدعامات للإيديولوجية اللبرالية المعاصرة تعني في أسسها المعرفية، تحويل مركز العالم من الله إلى الإنسان، بحيث يغدو العالم ذاتي المرجع بل يسميها مؤرخو الأديان بالأديان البديلة، أو ما يسميها به مؤرخو الفكر بالأيديولوجيات العقائدية الصلبة لذا فمن الخطأ الاعتقاد بأنها مجرد نظرية سياسية تهدف إلى تحرير الشعوب من الاستبداد باسم التفويض الإلهي لأن العلمانية وإن كان صحيح انها ترفض منطق الحكم باسم التفويض الإلهي وتعطي الشعب حق التشريع و ان هدا الحق مشروع من الناحية النظرية في الحالة التي ننطلق فيها من مسلمة عدم وجود الله ,أو عدم حاكمتيه للكون أو انطلاقا من نظرية أن الله خلق الكون وترك للبشر تدبير شؤونه , أما في حال الإنطلاق من مسلمة وجود الله وحاكمتيه المنزل في القرآن فإن محتوى الشرعية سيتغير وسيصبح من اللازم على الأمة المؤمنة بهد العقيدة أن تضع بعين الاعتبار هدا المعطى في صياغة مفهوم الشرعية وشكلها في الممارسة السياسية, إذ سيحافظ الشعب على حقه في اختيار ممثليه واختيار النظام التشريعي الإسلامي العام أو رفضه جملة وتفصيلا فيما قرره من مبدأ جعل التشريع الوضعي تحت التشريع الشرعي بما يعنيه من قواعد عامة ومقاصد و أولويات باعتبارها الأساس الذي تتحقق من خلاله حاكميه الله على أن يبقى المجال مفتوحا للاجتهاد فيما عدا القواعد العامة داخل هدا النسق العام على غرار القواعد الدستورية التي لا يجوز للتشريع مخالفتها أما داخل منطقة الاجتهاد فالاختلاف محمود ومطلوب بين أراء الفقهاء و المتخصصين على أن يبقى للشعب السلطة الكاملة في اختيار هدا الاجتهاد أو داك وعلى أن لا يبقى للفقهاء إلا السلطة المعنوية في فرض اجتهاداتهم ما م يتعلق الأمر بالقواعد القطعية الدلالة, وعلى هدا الأساس لن يحصل أي تعارض مع الديمقراطية ما دام المقصد من الديمقراطية هو التحرر من أشكال الاستبداد والدكتاتورية بأي اسم كان لأن الشعب والحالة هده هو الذي اختار وبإرادته الحرة أن يخضع لهدا النظام التشريعي ولان الديمقراطية لا تفرض نظاما معينا يجب أن تتبلور فيه هده الإرادة حتى تتحقق المهم هو النتيجة وهي انبثاق جميع عناصر الحكم من الإرادة الشعبية ولان إخضاع جميع القواعد الشرعية الإسلامية بما فيها العامة والقطعية الدلالة سيفرغ الإسلام من معناه ومن خصوصيته وجوهره كما هو الشأن بالنسبة للبرالية و الإشتراكية وغيرها من النظم التي و إن كان للمشرع الحق في التشريع إلا أنه ينضبط لروح النظام الذي ينتسب إليه .

7. لأن العلمانية تريد من العقيدة أن تظل حبيسة الضمير لا تخوض معترك الحياة ولا تؤثر أهدافها ومناهجها فإن سمح لها بالظهور,فليكن بين جدران المسجد, لا تخرج عنها على أن يكون المسجد نفسه تحت سلطانها وبهذا نرى المسلم الذي يعيش تحت سلطان العلمانية يعاني من التناقض بين العقيدة التي يؤمن بها و الواقع الذي يفرض عليه فعقيدته تشرق وواقعه يغرب عقيدته تحرم والعلمانية تبيح عقيدته تلزم والعلمانية تعارض وهكذا فلا تعايش بين الإسلام الحقيقي والعلمانية الحقيقية فهما كالضرتين إدا أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى أو ككفتي الميزان لا ترجح إحداهما إلا بقدر ما تحط من الأخرى,فالعلمانية وإن كانت لا تجحد الجانب العقدي لأي دين ومنها الإسلام ولا تنكر على الناس ان يؤمنوا بالله ورسوله واليوم الآخر , انطلاقا من مبدأ مسلم به عندها , وهو تقرير الحرية الدينية لكل إنسان .فهدا حق من حقوقه , أقرته المواثيق الدولية ومضت عليه الدساتير الحديثة . ولكن الإسلام في داره لا يكتفي بأن تكون عقيدته شيأ مسموحا به وليس محضورا كالمخدرات والسموم البيضاء , إنه يريد أن تكون عقيدته زوح الحياة , وجوهر الوجود , وملهم أبناء المجتمع , وأن تكون أساس التكوين النفسي والفكري لأفراد الأمة , وبعبارة أخرى تكون محور الثقافة والفن والتربية والإعلام والتشريع والتقليد في المجتمع كله, بل إن العلمانية وإن قبت عقيدة الإسلام نظريا أو كلاميا ـ ترفض ما تستلزمه العقيدة من معتنقيها , وما توجبه على أبناءها إيجابا حتما , بمقتضى الإيمان وهدا واضح بين في أمرين :

أولهما: رفضها اتخاذ العقيدة أساسا للإنتماء والولاء, فهي لا تقيم للرابطة الدينية وزنا, بل تقدم عليها رابطة الدم والعنصر ورابطة التراب و الوطن وهدا مناقض تمام التناقض لتوجيه القرآن , الذي يقيم الأخوة على أساس الإيمان والعقيدة ويجعل ولاء المؤمن قبل كل شيء لله ورسوله والذين آمنوا « إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة , ويوتون الزكاة و وهم راكعون .ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا, فإن حزب الله هم الغالبون» المائدة 55_56

ويلغي كل رابطة مهما يكن قربها وقوتها إدا تعارضت مع رابطة الإيمان , يقول تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون » وقال أيضا « لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر, يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو عشيرتهم , أولئك كتب في قلوبهم الإيمان , وأيدهم بروح منه» المجادلة 22 ويحذر المؤمنين من اتخاذ أعداء الله أولياء فغي آيات كثيرة , ويشدد في ذلك و حتى يكاد يعتبره ردة عن دين الله « ومن يتولهم فإنه منهم » المائدة 54 ولا يرخص في ذلك إلا في حالة الضعف التي لا تجد فيها جماعة المؤمنين بدا من إظهار التقية للكافرين استثناءا من القاعدة يقول تعالى « لا يتخذ المومنين الكافرين أولياء من دون المومنين , ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء , إلا أن تتقوا منهم تقاة و ويحذركم الله نفسه و إلى الله المصير» آل عمران 28

و الآية تدل على أن الولاية تعني الإنتصار لهم والوقوف في صفهم من دون المؤمنين , وليس المراد المودة القلبية , فلو كان هدا المراد , مارخص فيه , لأن الضعيف يمكنه أن يضمر الكراهية والبغضاء في قلبه ولا يطلع عليه أحد

والأمر الثاني : أن العلمانية ترفض ما توجبه العقيدة الإسلامية على أبناءها , من النزول على حكم الله ورسوله , والتسليم لهما دون تردد أو حرج

وهذا هو موجب الإيمان , ومقتضى الإلتزام بعقد الإسلام , وهو ما نطق به القرآن في بيان محكم صريح , لا لبس فيه ولا تشابه يقول تعالى :

« وما كان لمومن ولا مومنة إدا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم , ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا» الأحزاب 36 وقال في سورة النساء الآية 65 « فلا وربك لا يومنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم , ثم لا يجدون حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما » الإسلام والعلمانية _ بتصرف_

8. لأن لفظ العلمانية ترجمة خاطئة لكلمة Secularism في الإنجليزية ، أو ( Sécularité ) بالفرنسية ، وهي كلمة لا صلة لها بلفظ

(( العلم )) ومشتقاته على الإطلاق . والترجمة الصحيحة للكلمة هي

(( اللادينية )) أو (( الدنيوية )) ، لا بمعنى ما يقابل الأخروية فحسب ، بل بمعنى أخص هو ما لا صلة له بالدين ، أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد . تقول دائرة المعارف البريطانية مادة(Sécularisme) "هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها". والتعبير الشائع في الكتب الإسلامية المعاصرة هو (( فصل الدين عن الدولة )) وهو في الحقيقة لا يعطي المدلول الكامل للعلمانية الذي ينطبق على الأفراد وعلى السلوك الذي قد لا يكون له صلة بالدولة ، ولو قيل أنها (( فصل الدين عن الحياة )) لكان أصوب ، ولذلك فإن المدلول الصحيح للعلمانية هو (( إقامة الحياة على غير الدين )).

9. لأن العلمانية وإن كان يبدو لأول وهلة أن لا اعتراض لها على الجانب الأخلاقي في الإسلام , بل لعلها ترحب به , وتدعو إليه و باعتبار أن الأخلاق ه قوام المجتمعات , وعماد النهضات وأن الإنسان الذي هو محور التقدم وصانع التنمية , ومنشئ الحضارة إنما تبنيه الأخلاق و الفضائل الإنسانية الرفيعة , وهذا لا خلاف فيه ـ على وجه العموم ـ بين الإسلام والعلمانية ولكن عند التأمل والتحقيق نجد بينها خلاف أكيدا في موضعين :

أولا: في مجال العلاقة بين الجنسين , حيث تتميز الأخلاق الإسلامية هنا , عن أخلاقيات الحضارة الغربية , التي يتبع سننها العلمانيون شبرا بشبر وذراعا بذراع فالإسلام وإن كان لا يصادر الغريزة ولا يعطلها , أو يعتبرها في ذاتها قذارة ورجس و يصر على تصريفها في نطاق الزواج المشروع , الذي به يجد كل من الزوجين السكينة والمودة والرحمة و وبهذا تتكون الأسرة التي هي نواة المجتمع الراقي .

ويحرم الإسلام أي اتصال جنسي خارج هذه الدائرة, ويعتبره من الزنا أو الشدود الذي يجلب سخط الله تعالى , ويضيع الإنحلال والفساد في المجتمع « ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا »الإسراء 32

كما يحرم الإسلام كل الوسائل التي تيسر الوقوع في الفاحشة , أو تغرس بها, أو تجري عليها ولهذا يربي المؤمنين والمؤمنات على العفاف , والإحصان وغض البصر كما يوجب على المسلمة التزام الحشمة والوقار في الزي , والكلام , والمشي . والحركة, « فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض, وقلن قولا معروفا»الأحزاب 32 « ولا يبدين زينتهن غلا ما ظهر منها, وليضربن بخمرهن على جيوبهن.....ولا يضربن بأرجلهن ليعلم مايخفين من زينتهن.... » النور 31

كما حرم الإسلام خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه, وحرم عليها السفر وحدها بغير زوج, ولا محرم و وخصوصا مع عدم الأمن.

هده الأحكام والتوجيهات الإسلامية لا ترحب بها العلمانية المستغربة, ولا ترى أن تقيد المجتمع, الذي تحكمه بقيودها وأن تدع الحبل على الغارب للجنسين, ليتصرفا كما يحلو لهما بناءا على أن ذلك يدخل في نطاق لحرية الشخصية .

وهذا الموضوع من المحكات الأساسية التي تصطرع فيها العلمانية والإسلام .فالإسلام يغلق بقوة الأبواب التي تهب منها ريح الفتنة من الأغنية الخليعة , والصور المثيرة والقصة المكشوفة والأزياء المغرية ويقاوم كل أشكال التبرج والإثارة , والخلوة غير المشروعة ...., ويجتهد في حل مشكلات الزواج و حتى يستغني اناس بالحلال عن الحرام .

والعلمانية لا تنظر للأمر على أنه مشكلة تتطلب الحل , ولا ترى حرجا من إتاحة الفرص لاستمتاع أحد الجنسين بالآخر , كما تفعل المجتمعات ((( المتقدمة!!!!!)))

وتنظر لموقف الإسلام على انه موقف متشنج متزمت , وللدعاة الإسلاميين , على انهم معقدون يضخمون مسألة العلاقة الجنسية , ويعطونها من المساحة أكبر مما ينبغي .والإسلاميون لا ذنب لهم إلا أنهم يحلون ما أحل الله ويحرمون ما حرم الله , ويوجبون ما أوجب الله ويقررون ما شرع الله, وهل يسع مسلما صحيح الإسلام إلا هذا الموقف.

و الموضع الثاني: أن العلمانية ترفض ربط الاخلاق بالدين و وإنما تريد إقامتها على أساس فلسفي أو عملي , بعيدا عن الدين , وترغيبه وترهيبه. « فالأخلاق الدينية» عندها في موضع الإتهام أما الأخلاق لمدنية فهي أقوم وأهدى سبيلا . الإسلام والعلمانية.

10. لأن الإسلام تصور متكامل للحياة وما بعد الموت ويقدم اجوبة مقنعة حول الكون والحياة فهو عقيدة وشريعة وأخلاق ومنهج حياة دين شامل كامل يدعوا إلى العلم ويعتبر التفكير عبادة ولا يرى أي تعارض بين العقل الصريح والنقل الصحيح بل العقل هو أساس النقل , كما يدعو إلى الإنفتاح على تراث العلم والفكر ويلتمس الحكمة من أي وعاء خرجت منه كما يدعو إلى الإجتهاد والتجديد والمجتهد فيه مأجور وإن أخطأ .

لأن الإسلام يتسم بالوسطية والتوازن الإيجابي بين الروح والمادة وبين العقل والقلب والدنيا والآخرة وبين الحقوق والواجبات.فلا يقر الرأس مالية في تضخيم الحرية الفردية على حساب العدالة الإجتماعية ولا يقر الماركسية في خنق الديمقراطية السياسية باسم الديمقراطية الإجتماعية.

ولأن الإسلام دين واقعي لا يحمل الناس على أنهم ملائكة بل بشر يصيبون ويخطئون لهدا أقام نظاما تشريعيا فريدا يقوم على التوازن بين الترغيب والترهيب

ويوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشرع العقوبات وفتح باب التوبة ووضع الضرورات وأحكامها وقدر الأعذار وشرع الرخص والتخفيفات ولان الإسلام يكرم الإنسان ويعترف بفطرته وكرامته ويعترف بأشواقه وغرائزه فلا يطلقها ولا يكبتها بل ينظمها ويهيئ لها فرصا من اللهو المباح والترفيه البرء ليحيا حياة إسلامية بلا ضغط ولا تنازلات .

ولأن الإسلام يكرم المرأة ويعتبرها إنسانا مكلفا تكليفا كاملا ويفسح لها المجال لتشارك في العبادات الإجتماعية بما يوافق فطرتها وقدراتها في تناغم بين حاجات المجتمع وحاجات الأسرة والحاجيات النفسية والعظوية للمرأة وانطلاقا من هذه الكرامة يلبى الإسلام أن يتخذ منه أداة للإثارة واللهو والإستمتاع الرخيص .

ولأن الإسلام صان النظام الأسري الذي ما فتئت المجتمعات الغربية تعود إليه بعدم عانت من آثار التفكك .

ولأن الإسلام يهتم بالتربية والتوجيه مثل اهتمامه بالقانون والتشريعو فالقوانين لا تصنع المجتمعات وإنما تصنعه التربية المستمرة والخلق الحسن والإعتقاد الصحيح كأساس أي نهظة أو تغيير

ولأن الإسلام :

· يقيم المجتمع على أواصر الإخاء والوحدة

· لا يعرف الكهنوتية تغلق على الناس باب الله

· يؤكد على حق الأمة على اختيار حكامها

· يحافظ على الظرورات الخمس في توزن وأولوية دقيقة

· يعتني غاية العناية بالطبقاة المسحوقة

· يقر حق الإختلاف قال تعالى ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة

· لا يهتم بالجوانب الظاهرية في تطبيق القوانين والتشريعات وهدا من مبلغ حكمته إد العبرة فيما رامته الانفس وحوته القلوب

أبوعبيدة محمد أمين

28-09-2006


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق