الثلاثاء، 5 يناير 2010

أربع مسرحيات للاطفال

الرهان

الشخصيات:

الأب، عدنان،حسان،المساعد،الصديق1،الصديق2.

المشهد1


المنظر: غرفة صغيرة، أثاث متواضع يوحي بفقر أصحاب البيت، في الجهة المقابلة صندوق قديم.


الأب : يسعل بشدة فيقفز أبناه من النوم خوفا فيهرولان ليطمئنا على صحته،هاأنذا أفارق الحياة بعد أن عشت ردحا من الزمان تلك هي الحياة الدنيا لا تغترا بها بني واعلما أنكما ستلقيان الموت ولو بعد حين فالمؤمن هو من يعمل لآخرته قبل دنياه، وأوصيكما يا بني بالتناصح والتعاون على البر والتقوى (يقاطعه ابنه).

عدنان: أطال الله في عمرك يا أبتي لا تقل ذلك، (يضمه) لا تفارقنا يا أبي فنحن نحبك ولا نقدر على العيش بدونك.

حسان: (بقلق) لقد نفذ الدواء، سأذهب لأحضر دواء آخر.

الأب: (يقاطعه) انتظر لقد فات الأوان وقضاء الله لامرد له (صمت) اقتربا... أنتما تعلمان أننا فقراء ولا نملك شيئا، إفتح يا عدنان الصندوق وهات ما بداخله.

<<يفتح عدنان الصندوق فلا يجد فيه إلا ملابس بالية ثم يعود للبحث فيجد كتابا ضخما وصرة نقود>>

عدنان: لقد وجدت كتابا ضخما وصرة نقود.

الأب: حسنا هذا هو كل مانملك فلتقتسما التركة أمامي والآن فأنا أريد أن أموت وأنا مرتاح.

عدنان: ولكن يا أبي.

الأب: قلت اقتسما فهذه رغبتي الأخيرة.

حسان: ماذا تختار يا أخي؟

عدنان: ماذا عساي أن أفعل بالكتاب فأنا لا أطيق رؤيته فما إن أراه حتى أحس بصداع في رأسي فلتأخذه ولنقتسم بعد ذلك النقود التي في الصرة.

حسان: لا لا يا أخي يكفيني الكتاب بارك الله لك في مالك أليس كذلك يا أبي؟...أبي أبي لاترحل أرجوك لا لا.

عدنان: لا لا إنه مازال حيا أبي استيقظ أنا ابنك عدنان أبي..أبي (يعانق أخاه ويبكيان) إنا لله وإنا إليه راجعون.

المشهد2

المنظر: مزرعة صغيرة ضوء رمادي يوحي بصل الخريف.


(عدنان يحرث الأرض، يدخل حسان حاملا كتابه).

حسان: أتركك في رعاية الله.

عدنان: إلى أين؟ أراك تحمل الكتاب هل ستزرعه لتحصد الأفكار، في الصيف المقبل ستكون غلة وافرة (يضحك)

حسان: إنك تقول الحق من حيث لا تدري لا تسخر فسترى من سنكون غلته أوفر و أغلى ثمنا. ولكن قل لي أتراك اشتريت هذه الأرض، يا لك من ساذج و مسكين.

عدنان: ولماذا يا أب النباهة والنبوغ؟

حسان: ليتك تدرك قيمة العقل والذكاء والحكمة. إنك ستعمل عضلاتك طول السنة في الحرث والحصاد و الدرس وبيع المحصول ولن تربح من وراء ذلك إلا القليل أما أنا فلدي المفتاح الذي سيفتح لي أبواب النجاح والتقدم.

عدنان: وما هو هذا المفتاح أهو هذا الركام من الأوراق، إذا كنت تعتقد أن العقل هو الذي يصنع المجد فأنت مخطئ لأن الكد والعمل والمال هما خير وسيلة للنجاح وسأثبت لك صحة ما أقول إن عاجلا أو آجلا.

حسان: حسن أتركك الآن في رعاية الله(يخرج)

عدنان: المسكين كم هو متهور عندما سيحتاج إلى المال سيعود إلي مطأطأ الرأس.

المشهد3

المنظر: أمام باب المدرسة( التلاميذ يمرون بالقرب من الباب)

الصديق1: لما نظر لي قطب حاجبيه كعادته عرفت أنه دوري، تقدمت إليه فزعا، أتصبب عرقا من الخوف. فجأة وضع يده على كتفي وقال <<إن مجهوداتك في الدراسة وطلب العلم كانت غير كافية>> إذ ذاك رأيت النجوم تدور أمام عيني كدت أن أتهاوى على الأرض لولا أنه استرسل وقال <<ولكن مع ذلك لقد نجحت وبأعجوبة>> حينئذ لم أشعر بنفسي حتى وجدتني أعانقه وأقبل رأسه فرحا ومسرورا.

الصديق2: حقا لقد كانت سنوات دراسية مفيدة وشاقة، الحمد لله على سلامتنا.

الصديق1: وأين سنقضي العطلة؟

الصديق2: سأعود إلى المنزل فلقد اشتقت للعائلة والأصدقاء كثيرا وبعد ذلك سأفكر فيما يمكن فعله.

الصديق1: هاهو حسان قادم إنه طالب مجتهد ياله من مسكين.

الصديق2: حسان تعال. مبروك النجاح لقد كنت متفوقا جدا وأنا أهنئك من صميم القلب.

الصديق1: وأنا أيضا ولكن قل لي ماذا قررت أن تفعل في هذا الصيف؟

حسان: إنني أفكر أن أخترع جهازا يكشف عن وجود المعادن بأنواعها، وهاهو الرسم التخطيطي وكل المعادلات.

الصديق1:( يقاطعه) أولا يالك من شاب أنا لم أسألك عن مشاريعك ولكن أسألك عن العطلة، أين ستقضيها هذه المرة؟ أليس لك أهل وأقارب؟

حسان: أ أ لدي أخ لي يسكن بالبلدة المجاورة سأذهب لأقضي عنده العطلة.

الصديق2: غريب فنحن لم نسمع قط أن لك أخا. ولماذا لم تكن تزوره من ذي قبل؟

حسان: لأننا أ أ لقد لقد..

الصديق2: لا تكذب فليس بعيب أن لا يكون لك أهل وعموما إذا أردت الذهاب معي للبيت فمرحبا بك وربما أجد لك عملا مع أبي الفلاح المشهور سنستفيد من بعضنا البعض أنت بعلمك ونحن بأموالنا.

حسان: شكرا لك يا صديقي العزيز ولكنني لا أكذب سأذهب للعيش مع أخي. سأترككما الآن.

الصديق1: في أمان الله. مسكين سيبقى وحيدا كعادته.

المشهد4:


المنظر: منزل فخم ومائدة بها صحن مليء بالفواكه المتنوعة وبجانب المائدة أريكة يتكئ عليها عدنان وهو يتناول الفواكه.


عدنان: (يرمي بالفاكهة من يده)أوه حتى الفاكهة لم يعد لها طعم.

المساعد: ماخطبك؟ يا سيدي أراك متوترا هذه الأيام.

عدنان: لقد مللت هذه الحياة المملة الرتيبة، كل يوم يشبه الآخر، لاجديد. الأكل و النوم أكاد أختنق. قل لي بالله عليك ماذا أفعل... قل لي ماذا عن محاصيل القمح لهذه السنة؟

المساعد: إنها جيدة ولكن منافسينا من الفلاحين الكبار أصبحوا يستعملون الأساليب العصرية والمعدات الحديثة والتقنيات العلمية فبات إنتاجهم أوفر و أكثر جودة من محاصيلنا.

عدنان: فليذهبوا للجحيم هم وعلومه وتقنياتهم وكتبهم إن الأرض هي أساس النجاح والثروة.

المساعد:أ أؤكد لك يا سيدي أن كل محاصيلنا باتت في خطر إذا لم نواكب التقدم والتطور.

عدنان: قلت فلتذهب العلوم إلى الجحيم، فلتضاعف من عدد العمال، ولتشتري مزيدا من الأرض وسترى..

المساعد: ولكن يا سيدي لقد تغير كل شيء في هذا العصر إذا لم تعتمد على العقل و العلم فسوف نخسر كل المعارك وسيتفوق علينا غيرنا... أنت، تعاني من الرتابة والملل فإذا استخدمنا العلوم فلن تحس بالملل لأنها وبكل بساطة ستأتينا بالجديد كل يوم.

عدنان: (مع نفسه) أوه يا ألاهي وكأنه يرغمني أن أعترف بفشلي أمام تحدي أخي لي ولكن أين يكون أخي الآن؟


(يدخل حسان بثيابه البالية وهو يحمل كتابه الضخم، وهو يتطلع إلى المنزل وفخامته)


حسان: السلام عليكم ورحمة الله.

المساعد: أيها المتسول أخرج من هنا. من سمح لك بالدخول؟!

عدنان: فلتدعه وشأنه (يشير إلى المساعد بالانصراف)

المساعد: حاضر يا سيدي.

حسان: كم اشتقت إليك يا أخي.

عدنان: وأنا أيضا (يتعانقان) (مع نفسه بفرح) ها قد عاد و رأسه مطأطأ. أراك بثياب بالية ألم تقم بزراعة الكتاب؟

حسان: نعم لقد قمت بزراعته ولكن ليس في الأرض بل في ذهني إنما أحتاج إلى بعض الماء.

عدنان: ماء (يضحك) ماذا تقصد؟

حسان: أقصد أنني أحتاج إلى الماء لأقوم بتحقيق أفكاري على أرض الواقع.

عدنان: إذن فأنت تعترف أنك فشلت في الرهان.

حسان: لا ولكن أعترف أننا بحاجة إلى بعضنا البعض، هذه هي الحقيقة التي لم ينتبه إليها كلانا ألا تتذكر وصية والدنا رحمه الله ألا وهي التعاون ففي الإتحاد قوة وفي التشتت ضعف وكل مسخر لما خلق له أنت بمالك وأنا بعلمي.

عدنان: إنك بكلامك هذا تريد أن تخفي حقيقة فشلك (باستهانة) فلتعترف بهزيمتك ثم لتبدأ حياة جديدة معنا هنا.

حسان: هذا كلامي الأخير ولن أتراجع فيه قيد أنملة، إذا كنت تعتقد أن المال وحده بدون علم ولا معرفة يمكن أن يفيدك في شيء فأنت مخطئ ومخطئ تماما وستدرك هذه الحقيقة في يوم من الأيام وأرجو أن يكون في القريب العاجل قبل فوات الأوان. إلى اللقاء سأرحل إلى اللذين يقدرون العلم والعلماء (يخرج)

عدنان: آه يا ربي ما الذي أقول ماذا أفعل، آه يا لي من متكبر... ألست بدورك في حاجة إليه... إنه محق (للجمهور) أليس كذلك؟... حسان... حسان إنتظر يا أخي.

أبوعبيدة محمدامين 15/07/2003


الشجرة العجيبة


الشخصيات:

الحطاب، زوجة الحطاب، الشجرة، الجارة نظيرة.

المشهد الأول


المنظر: غابة متناثرة الأشجار، في الوسط توجد شجرة ضخمة، أوراق الأشجار متناثرة، صفراء.

الراوي: كان يا مكان يا أبنائي الصبيان في قرية بعيدة، يعيش في هناء وسعادة رجل وزوجته المخلصة الودودة في كوخ صغير يملؤه الحب والخير الكثير، وفي يوم من الأيام حل الجفاف فلم يجد الرجل إلا الذهاب إلى الغاب ليقطع من الأشجار الأخشاب ثم يبيعها في السوق ويحتفظ بالبعض منها للتدفئة في أيام الخريف المقبلة.


الحطاب: (يبدو عليه البحث، يحمل فأسه على كتفه) آه، هذه هي الشجرة التي أبحث عنها، كم هي فارعة الطول، على بركة الله(يرفع الفأس)

الشجرة: توقف أرجوك

الحطاب: (ينظر يمنة ويسرة) كأني سمعت شيئا (يرفع الفأس)

الشجرة: لا تفعل.

الحطاب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من هناك؟! آه لابد وأنه أحد الأصدقاء مختبئ وراء شجرة ما (يبحث) لا يمكن فالغابة فارغة (يرفع الفأس من جديد).

الشجرة: أرجوك توقف أيها الفلاح، أنا أنا الشجرة التي أمامك لاتقطعني.

الحطاب: يا إلاهي هل أحلم... و ولكنني جائع ولا أجد ما أسد به رمقي أنا وزوجتي ولا يمكنني الرجوع إلى منزلي خالي الوفاض.

الشجرة: سأعطيك شيئا يغنيك عن قطعي طول حياتك لكن شريطة ألا تعود لتمسني بسوء مرة أخرى.

الحطاب: كيف ذلك؟!!

الشجرة: ابحث بجانبي وستجد كيسا لا يفرغ من النقود مهما أخذت منه.

الحطاب: أطال الله في عمرك أيتها الشجرة الكريمة (يجد الكيس و يخرج مسرورا)

المشهد الثاني:


(يدخل الفلاح المنزل يحمل ما لذ وطاب من الطعام وجوارحه ترقص فرحا)


الزوجة: (مستغربة) ماذا أصاب هذا الرجل، ماذا دهاك يا رجل؟!

الحطاب: أخفتي صوتك يا امرأة، آه يا له من يوم رائع(يرقص فرحا)

الزوجة: ( باستغراب) ماذا هناك (بفرح) لابد وأنك بعت حطبا كثيرا

الحطاب: (يفرح و يشير بالنفي) أكثر أكثر.

الزوجة: (بفرح) إلتقيت بأحد الأغنياء بل بأحد الأمراء فأعطاك مالا كثيرا.

الحطاب: أكثر أكثر لقد وجدت كنزا (تصرخ من شدة الفرح ثم يغمى عليها) آه زوجتي المسكينة لقد ماتت من شدة الفرح سأتزوج بامرأة أجمل منها(يضحك).

الزوجة: (تقوم فتمسك بثيابه) تريد أن تتخلص مني أيها الخائن( تمسك بتلابيبه )

الحطاب: أنا أمزح معك فقط دعينا من هذا كله سأحكي لكي ما قد جرى.( موسيقى يحكي الفلاح لزوجته قصته مع الشجرة)

الزوجة: إنها والله قصة غريبة عجيبة. الحمد لله.

الحطاب: و الآن ماذا سنصنع بهذا المال الكثير؟

الزوجة: سنشتري به قصرا وسيصبح لدينا الكثير من الخدم وس (يطرق الباب و يحاول الفلاح إخفاء الكيس).

الحطاب: من بالباب؟

الجارة: أنا جارتكم نظيرة آه نظيرة، إفتحوا.

الزوجة: (تفتح الباب) أهلا وسهلا بك تفضلي.

نظيرة: لقد كنت مارة بقرب الباب فسمعت الصياح فأتيت لأطمئن على حالكما، خيرا إن شاء الله.

الزوجة: ألا تعلمين لقد وجد زوجي ك (يضع الفلاح يده على فم زوجته)

نظيرة: ماذا وجد؟ (بلهفة) ماذا وجد؟

الزوجة: (بتردد) لقد وجد ك ك كل الغابة فارغة من الحطب.

نظيرة: حسبنا (تنظر إلى الطعام بلهفة) هنيئا لكما لقد وجدتما ما تأكلانه، ولكن من أين جئتما بهذا الأكل الغالي؟

الحطاب: أ أ (مع نفسه) يا لها من ورطة.. هل أكذب عليها؟ لا لا هذا حرام ثم إنها جارة طيبة، سأقول لها الحقيقة وليكن ما يكون (مع الجارة) إنها والله قصة عجيبة يا خالة فبينما كنت أجمع الحطب (موسيقى) (تستمع الجارة بإمعان)

الجارة نظيرة: إنها والله قصة عجيبة (بلهفة) أين هو الكيس؟ (تحاول إخفاء طمعها) لابد وأنه عجيب أيضا.

الحطاب: (يحضره) ها هو.

الجارة: (ترتعش) كم هو جميل (تشمه) آه (تحركه بالقرب من أذنها) رائحة عطرة وصوت مطرب. آه سأذهب الآن (يتعجب الزوجان من تصرف الجارة).

الراوي: قضى الحطاب و زوجته يومهم في نشوة وفرح واحتفال وحينما جن الليل وأرخى سدوله حتى إذا اتكأ الحطاب وزوجته كل إلى مرقده دخلت الجارة نظيرة فسقت الكيس ثم خرجت بسرعة الريح، وفي الصباح استيقظ الفلاح و زوجته فلم يجدا الكيس، فكر قليلا ثم حمل فأسه واتجه إلى الغابة.

المشهد الثاث:


الحطاب: لقد خدعتني أيتها الشجرة اللعينة(يحمل فأسه)

الشجرة: ماذا هناك لم كل هذا الغضب؟ ماذا حدث؟

الحطاب: وتقولين ماذا حدث؟ تعطينني كيسا مسحورا ما إن مر عليه اليوم الواحد حتى اختفى، يا لك من مخادعة. سأقطعك جزاء خيانتك.

الشجرة: اسمع أيها الحطاب الطيب أنا أخدعك، أقسم لك وماذا سأجني من خداعي لك. فإما أنك ضيعت الكيس و إما...

الحطاب: قلت لك أنا لم أضيع الكيس، لقد وضعته في الكوخ وما إن أشرقت الشمس حتى اختفى.

الشجرة: آه لقد عرفت الآن ماذا حدث، هل علم أحد بقصة الكيس؟

الحطاب: لا..لا، بلى (يفكر) لقد علمت جارتنا نظيرة بالأمر ولكن ما علاقة ذلك بالأمر؟

الشجرة: لاعليك سأعطيك شيئا آخر ولكن ستكون آخر مرة، فلتبحث بجانبي وستجد تفاحة حمراء اللون. كل من يأكل منها يصبح غنيا بإذن الله ومشيئته إلا اللصوص والأشرار الذين إذا أكلوا منها تشل أيديهم وأرجلهم.

الحطاب: سأحاول أن أصدقك هذه المرة ولتكن آخر فرصة لك أيضا.

المشهد الرابع:


الحطاب: السلام عليكم ورحمة الله

الزوجة: و عليك السلام ورحمة الله وبركاته. أولم تقطع تلك الشجرة المخادعة.

الحطاب: تلك والله شجرة غريبة، أنا لا أدري كيف استطاعت إقناعي بأن هناك شيئا غير طبيعي وراء اختفاء الكي السحري وقد أعطتني بدلا عنه تفاحة حمراء قالت لي بأننا إذا أكلنا منها سنصبح أغنياء.

الزوجة: يا لك من رجل غبي، أمازلت تصدق هذه الأوهام؟!!..

الحطاب: فلتكن آخر مرة، إذا لم يتحقق شيء فأنا أعدك أن أقتلع الشجرة وأقطعها إربا إربا.

الزوجة: (غير مقتنعة) والآن ماذا علينا أن نفعل؟

الحطاب: سنأكل التفاحة طبعا قبل أن تختفي هي أيضا. (يطرق الباب) أوه من سيأتي في هذا الوقت؟

الجارة نظيرة: أنا جارتكما خطيرة، آه نظيرة. السلام عليكم

الزوجان: وعليك السلام ورحمة الله.

الحطاب: إنك والله محظوظة جدا، إنك تأتين دوما في الوقت المناسب.

الجارة نظيرة: هناك كيس آخر؟ أين هو، كيف هو؟

الحطاب: لا..لا، ألا تعلمين أنه اختفى بالأمس(تتظاهر بالتعجب والحسرة) ولكن الله عوضنا عنه خيرا، لقد عدت إلى الشجرة وأعطتني هذه التفاحة التي إذا أكلنا منها سنصير أغنياء.

الزوجة: وستشاركيننا أكل التفاحة.

الجارة: حقا!.. يا الله كم أنا محظوظة.

الزوجة: هيا لنقتسم التفاحة قبل أن يأتي اللصوص ليسرقوها منا.

الحطاب: لا تخافي فلقد قالت لي الشجرة أنه إذا أكل منها اللصوص سيشلون في الحين من أيديهم وأرجلهم.

الجارة نظيرة: نعم إنهم اللصوص الأوغاد لا يدعون الناس الطيبين ينعمون بالأمن والأمان (تتذكر) تشل أيديهم! تشل يدي!..أ.أ تشل أيديهم وأرجلهم إلى اللقاء لدي موعد مستعجل.

الزوجة: (تمسكها من يدها) لن نتأخر سنأكلها بسرعة.

الحطاب: هيا يا جارتنا العزيزة لا تترددي فمالنا هو مالك.

الزوجة: ما بك يا خالة نظيرة؟ يبدو عليك الخوف، إنها ترتعش!

الجارة نظيرة: أيها الجاران الطيبان سأبوح لكما بسر خطير... منذ مدة أصبحت أحس بالمرض والإعياء ولا أجد ما آكله، وبما أنني وحيدة ليس لدي ولد وزوجي توفي. فلقد بدأت أسرق لكما الطعام وأنا التي سرقت لكما الكيس العجيب، ها هو خذاه، والآن إذا أكلت من التفاحة سأشل. أرجوكما سامحاني أو افعلا بي ما تشاءان فأنا أستحق العقاب.

الحطاب: لاعليك المهم أنك اعترفت بخطئك وما عليك الآن إلا أن تتوبي إلى الله فقد قال تعالى: << يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يغفر لكم>>. صدق الله العظيم.

أبو عبيدة محمد أمين --/07/2002


الكرة العجيبة


المنظر: طفل متشرد في أرض مهجورة

الطفل: (يبكي) آه يا عيني آه يا أنفي آه يا رجلي.

صوت: ما بك؟

الطفل: لقد ضربوني ضربا مبرحا ورموني في هذه الأرض المهجورة للعيش وحدي.

الصوت: لماذا؟

الطفل: إنهم يقولون أنني ذو لسان سليط وتربية سيئة.

الصوت: من هم؟

الطفل: أولاد الكلاب.

الصوت: الجراء؟!

الطفل: لا، إنهم سكان المدينة

الصوت: يبدو أنهم على حق.

الطفل: على حق!... عليك اللعنة.(يتوقف الكلام) من كان يتكلم معي؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

الصوت: لا تخف أنا جني في مثل سنك، لا تخف فلست شريرا.

الطفل: جني!!...(خائف) (كأنه يطرد قطة) تصب.

الصوت: لاعليك أخرج ولن أؤذيك.

الطفل: لا بل أخرج أنت.

الصوت: أخرج أنت فهذا خير لك.

الطفل: قلت لك بأنك تريد أن تضربني يا حقير.

الصوت: لا تسئ فهمي فخير لك ألا تراني، فصورتي بشعة.

المتشرد: حسنا، هل أنت الذي يطلبون منك ثلاث طلبات لتحققها لهم.

الصوت: (يضحك) وأنا من يحقق لي طلباتي؟.. إنني فقير مثلك.

المتشرد: عليك اللعنة، سأطلب منك طلبا آخر.

الصوت: قلت لك أنني فقير مثلك.

المتشرد: أريدك أن تقضي على آخر نفس يربطني بهذه الحياة.

الصوت: لماذا؟

المتشرد: لقد فقدت الأمل في الحياة، كل الناس لا يحبونني بسبب سوء تربيتي وسوء خلقي. لقد مللت (يشنق عنقه بيده)

الصوت: لا..لا، أرجوك لا تفقد الأمل. كيف أساعده كيف كيف؟

آه.. لقد وجدتها، سأذهب بسرعة عند جدي الحكيم لأطلب منه المساعدة.

المتشرد: (ينتظر) لقد تأخر.

الصوت: لقد أحضرت لك من عند جدي هذه الكرة العجيبة، إذا أمسكتها ستحسن وضعيتك وسلوكك. وإذا تركتها ولم تعتني بها، ستعود بنفسك إلى التهلكة.

المتشرد: شكرا يا صديقي أنا لن أنسى لك هذا الجميل أبدا ما حييت.

الصديق: ذلك الولد، إنني أعرفه، آه ذاك الولد الذي طرده الناس من المدينة لسوء تربيته سأهرب قبل أن يضربني.

الطفل: إلى أين تهرب يا صديقي لقد تغيرت لم أعد أقول الكلام السيئ والأفعال المشينة.

الصديق: عجبا كيف تغير بهذا الشكل؟! لا أصدق و من يدري أنه تاب من أفعاله الدنيئة.

المتشرد: كيف حالك يا صديقي العزيز؟

الصديق: الحمد لله إرمي لي الكرة لكي نلعب

المتشرد: لا. لا. أرجوك.

الصديق: هيا إرمي لي الكرة ماذا تنتظر؟

المتشرد: إنه..آه..لقد..

الصديق: (يخطف الكرة من يده) لقد أخذتها سأضربها برأسي ولكن أرجعها لكي أعيد الكرة.

المتشرد: أما تخجل من نفسك يا كلب. أتريدني أن أحطم رأسك الذي الذي تريد أن تضرب به الكرة.

الصديق: يرمي له الكرة(متأسفا وخائفا) لقد كنت طيبا للتو.

المتشرد: ماذا قلت؟ يا إلاهي أعتذر يا صديقي العزيز.

الصديق: هيا لنلعب من جديد.

المتشرد: أريد اللعب ولكن..

الصديق: ماذا هناك يا صديقي؟

المتشرد: آه لقد وجدتها. حينما أرمي لك الكرة أعدها إلي بسرعة.

الصديق: لماذا؟؟... حسنا فلترم الكرة.

المتشرد: خذ

الصديق: (يرجعها بسرعة)

المتشرد: جيد. خذ. (تضيع الكرة بعيدا) لقد ضاعت الكرة بسببك يا معتوه. أسرع وأحضر الكرة وإلا أسمعتك ما لا تحب.

الصديق: لقد عاد إلى طبيعته من جديد سأهرب لأنني لا أستطيع أن أتحمله أكثر.

المتشرد: يا غبي سأبحث عن الكرة قبل أن يسمعني أحد الطامعين ويذهب ليأخذها، أين أنت يا كرتي؟ أخرجي وإلا شطرتك إلى شطرين.

آه ماذا صنعت لقد عدت لطبيعتي التي لا تحتمل هل سأفقد صديقا؟ علي أن أحاول ضبط نفسي، ساعدني يا ربي لا أريد أن أعود سيئ الخلق.

الرجل: آه (يحمل حقيبتين) آه لقد تعبت.

المتشرد: دعني أساعدك يا عمي.

الرجل: شكرا يا بني. لقد سبق لي أن رأيتك قبل الآن.

المتشرد: يريد حمل الحقيبتين دون الرجوع للبحث عن الكرة فلم يستطع.

الرجل: لقد تذكرت، أنت هو الولد الذي طرد من المدينة بسبب سوء تربيته.

سبحان الله ما هذا التغيير المفاجئ. دع عنك الكرة كي تستطيع حمل الحقائب.

المتشرد: لا.لا. سأحاول (تسقط وتنزلق من بين يديه، فيرمي الحقائب ويرتمي على الكرة) عليك اللعنة أيتها الكرة لقد أفزعتني.

الرجل: ماذا قلت؟

المتشرد: لا شيء يحاول من جديد حمل كل ذلك الثقل فلا يقوى على ذلك.

الرجل: (في حالة غضب) إما أن تعطيني الكرة لأحملها وإما أن تدعني أحمل حقائبي.

المتشرد: آه.آه. سأحاول من جديد.

الرجل: يقاطعه قائلا: أترك الحقائب أنت ولد عنيد.

المتشرد: إنك لا تعلم شيئا.

يا رب هل كتب علي حمل الكرة طيلة حياتي ماذا أفعل يا إلاهي؟

أبو عبيدة محمد أمين--/--/2003



مدينة النور

المشهد الأول


الراوي: كان يا ما كان في قديم الزمان، و سالف العصر و الأوان، كانت هناك مدينة عظيمة بعمرانها و علمائها، بتقدمها وازدهارها... كانت تسمى مدينة النور.

في يوم من الأيام ألم بها زلزال مدمر خرب كل شيء ودمر كل شيء.. الرماد في كل مكان.. الظلام في كل مكان والبكاء والآهات والأنين...

لم ينج من هذه الكارثة إلا عدد قليل من الناس.. ولقد فر بعضهم إلى مدينة أو قرية أو حتى جبل...

وكان من الناجين أحد علماء تلك المدينة المدمرة مع أحد تلامذته.. من هو العالم ومن هو التلميذ... مسرحيتكم ستقول لكم فهل أنتم مستعدون؟


العالم: (وهو يجمع كتبه في رزمة) لقد ضاع كل ما أنجزناه وما بذلناه من جهد طيلة سنين طويلة.. ومع ذلك لاعليك، فليس النجاح من يصنعنا ولكننا من يصنع النجاح، فكما بنينا هذه المدينة يمكن أن نبني مثلها أو غيرها(يرفع الرزمة فوق ظهره).. ولقد تأخر تلميذي علي/ أمل.. آه يجب أن نرحل بسرعة قبل أن تهتز الأرض من جديد. هذه المرة لن ينجو أحد.. آه ها هو علي.. أين كنت يا علي؟

علي: (يدخل مطأطأ الرأس) أيها المعلم لقد ألقيت نظرة أخيرة على أنقاض مدينتنا جوهرة، لقد ضاعت جثث أسرتي بين الأنقاض.. أبي أمي أخ أختي..(يبكي).

العالم: لا عليك.. إعتبرني أباك وأخاك وحتى أمك(يضحك) ثم يخرج.

علي: أيها المعلم، أنا لن أنسى أفضالك ولن أنسى حبك ماحييت(يتبعه ليلتفت ويقول): وداعا يا مدينة النور، وداعا.


صوت الريح والصحراء


علي: (وهو يجر قدميه) معلمي يا معلمي لقد تعبت كثيرا.

المعلم: علي! اصبر قليلا فلم يبق لنا سوى ساعات ونصل إلى القرية الصغيرة.. أناسها يا بني طيبون.

علي: طيبون؟ نعم، لكن هل فيها من العلماء والأذكياء والتقدم ولازدهار كمثل مديننا مدينة النور؟

المعلم: في الحقيقة أنا لاأعلم ولكن ما دام أهل القرية طيبون وصالحون فلن نجد مشاكل كبيرة معهم وهذا يا بني هو المهم. هيا.. هيا.

المشهد الثاني:


المنظر: (الملك جالس على العرش والمشعوذ بجانبه منشغل بإعداد النار وقراءة طلاسمه..)

( يدخل الشخص الأول فيقبل يد الملك ثم يتوجه إلى المشعوذ الذي يشير إليه ببعض الإشارات ويقرأ عليه بعض التعاويذ ثم يعطيه ورقة فيخرج.. ثم يدخل الرجل الثاني فيكرر نفس المشهد.. في تلك الأثناء يدخل المعلم وتلميذه حاملين رزمهما فيتعجبان من ذلك المنظر.. وعند خروج الرجل الثاني منحني الرأس يتقدم العالم وتلميذه..)

المعلم: السلام عليكم.

الساحر: (يكون منشغلا بتعاويذه ثم يلتفت فجأة) من أنتما؟ لم تسبق لي رؤيتكما في هذه البلاد، أليس كذلك؟ ينظر للتلميذ ثم يستطرد، أليس كذلك أيتها النار المقدسة؟

التلميذ: (يقهقه بصوت مكتوم).

الملك: تقدم أيها الغريب ما حاجتك عندنا؟

العالم: أيها الملك. إنني من علماء مدينة النور، وهذا تلميذي علي.. لقد فررنا بعد الزلزال الذي أصاب مدينتنا.

الملك: نعم. نعم.. إنني أعرف ما كانت عليه مدينتكم من قوة وتقدم وازدهار.. مدينتكم مدينة عظيمة.. لكنني أتساءل منذ زمن بعيد، يا ترى ما هو سر تطوركم و تقدمكم؟ ما سر ازدهاركم ونموكم؟.. هل يمكنك أن تبوح لي بالسر أيها العالم الكبير؟

العالم: نعم أيها الملك، بكل فرح و سور. إن السر أيها الملك(تظهر ملامح الانتباه على الملك) موجود.. نعم موجود في هذه الرزمة.

الملك: هل تستهزئ بي أيها العالم؟

العالم: وهل أبدو كمحتال أو شرير؟

الملك:عفوا أيها العالم ظننتك... إذا أكشفه لنا فأنا أحلم أن تكون بلادي في مثل عظمة بلادكم التي دمرها الزلزال.

العالم: لا عليك.. إن السر العظيم لا يمكن كشفه بين عشية و ضحاها أرجوك أن تمهلني فترة من الزمن.

الملك: لك ذلك.. يمكنك الإنصراف الآن.

الساحر: سيدي الملك، أنا لست مرتاحا لهذا الرجل.. ومما زاد في شكي هو تكتمه على ما في الرزمة.

الملك: أيها الساحر، لا تستعجل. (ثم ينظر في عينيه) ليقول له يمكنك مراقبته. أتفهم؟

الساحر: (مع فسه) نعم نعم. ولن أرحمهما أذا ارتكبا خطا واحدا ( يشير إلى عملية الذبح) ثم يضحك.

المشهد الثالث:


المنظر: التلميذ يتجول.. و المزارع نائم..

علي: صباح الخير يا سيدي.

المزارع: صباح النور (ثم ينتبه) آه علي.. هل أعجبتك مدينتنا؟

علي: نعم أنها مدينة طيبة و أهلها طيبون.. و لكنني غير راض عن أمر واحد.

المزارع: و ما هو أيها الغلام الطيب؟

علي: إنكم يا سيدي لا زلتم تعتمدون في أعمالكم على وسائل بدائية جدا، لقد كنا في مدينتنا نعتمد على تقنيات متطورة جدا في الفلاحة، و كانت محاصيلنا وفيرة جدا.

المزارع: أحقا ما تقول؟ إذن أرني ماذا أفعل؟

علي: خذ هذا الكتاب و اقرأه و ستستفيد منه بإذن الله. فهذا خير لك من النوم.

المزارع: شكرا لك شكرا لك يا صديقي( يجلس لتفحص الكتاب)

المشهد الرابع:


المنظر: (صياد جالس أمام البحر يرمي بصنارته و يقرأ ورقة..)

العالم: السلام عليكم أيها الرجل.

الصياد: و عليك السلام، كيف حالك أيها الشيخ الجليل؟

العالم: الحمد لله، أراك تقرأ هذه الورقة و أنت تصطاد، ماذا تقرأ؟

الصياد: آه هذه الورقة؟ إنها مهمة، فقد أعطانيها الساحر لكي تبارك لي في الصيد. و أصطاد السمك الكثير.

العالم: و قد اصطدت سمكا كثيرا’

الصياد:لا أعرف ما أقوله لك، و لكنك شيخ محبوب. منذ اعتمدت على هذه الورقة و أنا لم أصطد إلا سمكا قليلا. ما العمل؟

العالم: إسمع أيها الصياد الطيب، لدي كتاب رائع عن أساليب الصيد.. سيكون لك خير صديق و خير معين.. أما ورقة الساحر فلن تنفعك و لن تضرك.

الصياد: س س سأجرب وأرى، شكرا.. شكرا(يخرج)

موسيقى... صوت من الكواليس مع تشخيص جسدي:

إنتشر خبر العالم المحبوب و تلميذه علي الذكي في جميع أنحاء المدينة، نعم في جميع أنحاء المدينة، و بدأت الوفود تتقاطر عليها حتى أصبح العالم و تلميذه ذوي شأن عظيم و خبر شهير.. و أصبح الجميع يحب قراءة الكتب و القصص الشيقة و يتخلون عن تعاويذ الساحر الشرير

الساحر: سيدي الملك، إنك لا تدري ماذا يحدث قي أنحاء مملكتك السعيدة، سيدي لقد ضاع ملكك و ضاعت هيبتك.

الملك: (وهو يقفز) ماذا قلت؟ ضاع ملكي، ماذا هناك؟

الساحر: سيدي إن الناس أخذوا يلتفون حول ذلك الرجل و تلميذه، لقد سحر الناس بكتبه و كلامه، سيدي إنهم لم يعودوا يطلبون سحري ولا يرغبون في بركاتي.

الملك(يتظاهر بالتفكير) إذن لقد فعلها، هذا هو سركما أيها الغريبين؟ ولكن كيف استطاع الإثنان التغلب على سحرك و شعوذتك؟

الساحر: سيدي لم يتغلبا علي إنهما فقط يلعبان بعقول الناس، و يكذبون، نعم يكذبون دعني سيدي أقطع رأسيهما.

الملك: إسمع،(يظهر الحزم) غدا اجمع الناس في ساحة الملعب الكبرى وأريد أن يحضر الجميع، وسنقطع رأسيهما ليكونا عبرة لمن يعتبر.

صوت مع ضرب الطبل: أيها الناس اسمعوا وعوا.. إن ملكنا المبجل قد أمر بإنزال عقوبة الإعدام على الغريبين، نعم في حق الغريبين.. في الساحة الكبرى للمدينة هذا الصباح فليبلغ منكم الحاضر الغائب.. أيها الناس.. ويبدأ في الانسحاب تدريجيا..


(يجتمع الناس وسط الخشبة يتساءلون فيما بينهم)

الصياد: إعدام؟! هذا أمر غير ممكن.

المزارع: و لكن ما السبب الذي يجعل الملك يعاقب الشيخ الطيب وتلميذه علي.

رجل: آه! أنا أفهم.. إنه الساحر، نعم الساحر هو من حرض الملك على ذلك.

الجماعة: هذا ظلم!.. هذا غير معقول!..(تختلط العبارات)

الصياد: لنتوجه للساحة الكبرى لعلنا نكتشف ما يدور هناك.. هيا..هيا.

(يدخل الحارس ساحبا الشيخ وتلميذه بواسطة حبل..) ويبدأ الناس في الإحتشاد شيئا فشيئا.. ثم يدخل الملك ويتبعه الساحر في الأخير.

الملك:أيها الغريب أنت تعلم أنك تعديت خطوطك وحدودك.. استقبلناك وأنت هارب من مدينتك، استقبلناك أنت وتلميذك وتركناك تمشي في أسواق المدينة، استقبلناك وتركناك تصول وتجول دون إزعاج.

الساحر: نعم يا سيدي استقبلناه مع تلميذه.

الملك: أيها الغريب لقد تجاوزت حدودك وبدأت تحرض الناس على عدم اتباع أوامري والإستهزاء بالساحر..

الساحر: (و هو يقاطعه) نعم سيدي الملك لقد بدأ يحرض الناس جميعا.. الصغير والكبير.. البنات والأولاد..الذكور والإناث..النساء والرجال، يحرضهم على عدم احترام النار المقدسة وعدم الأخذ بتعاويذي وببركتي.. لقد سحرهم نعم سحرهم.

علي: أيها الساحر، دعك من الذب والبهتان. أريد معلمي أن يتركك تتلاعب بعقول الناس؟ تقول البركة، أية بركة هذه التي تعطيها؟

الساحر: أسكت وإلا قطعت لسانك ورميته للقطط.

الصياد: سيدي الملك..(يقاطعه الساحر وهو يضحك، كم ثمن السمك أيها الصياد؟)

الملك: أتمم أيها الصياد.

الصياد: سيدي الملك، لقد كنا نعيش في ظلام الجهل والسحر والإستغلال وكنا نتكاسل ونعتمد على طلا ميس الساحر وهو يأخذ منا الأموال والخيرات، حتى جاء هذا العالم الطيب فأنار عقولنا وأرشدنا إلى طريق العلم والتقدم.

رجل: نعم سيدي الملك، إن لهذا الرجل أفضالا كثيرة علينا. أفادتنا كتبه في الزراعة والصناعة وحب الخير، علمنا حب القراءة والمطالعة..

الجماعة: أطلقوا سراح عالمنا.. أطلقوا سراح عالمنا..، أطلقوه..أطلقوه.

الملك: حسن.. حسن.. أيها العالم، لقد سحرت الناس بعلمك فاحترموك و أطاعوك، و أنت أيها الساحر سحرت الناس بالغش و المكر و الخداع فكرهوك و احتقروك.. أيها العالم..، أشهد أن سحرك، سحر نافع و عملك طيب. (يتوجه نحوه و يربت على كتفه ثم يقول) لقد أمرنا بإطلاق سراحك مع تلميذك، وقصري مفتوح لك في أي وقت... (يبدأ الساحر في الإنسحاب تدريجيا).

الجماعة: شكرا أيها الملك، شكرا أيها الملك..(و هم يعانقون بعضهم البعض بفرح و سرور و يطوفون بالعالم و تلميذه)

العالم: أيها العالم العادل، أتذكر يوم سألتني عن سر تقدم مدينة النور؟ قلت لك يومها إنه موجود في تلك الرزمة.

الملك: (و هو يقاطعه) و طلبت مني أن أمنحك وقتا كافيا لذلك.. لكنني عرفت السر، إنه الكتاب رمز العلم و سر التقدم عرفت الآن أن التقدم يكون بالعلم و ليس بالسحر.. بالعلماء وليس بالسحرة. فيها نقرأ لنتقدم...


أبو عبيدة محمد أمين --/--/2005



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق